وبسبب الموانع الكتيرة دي، منصور طلب منها انه يكتب عليها بالسر وبعلم امها وشهود اثنين لغاية ما يصلح وضعه مع اهله ويقنعهم انه خلاص اتجوزها، وبعدها يعلنوا ارتباطهم قدام كل اهل القرية، وعشان راضيه كانت بتحبه بجد، صدقت كلامه ووثقت بيه ووافقت على الجواز منه، وعدت شهور منغير ما الشخص دا يعلن ارتباطهم، كان كل يوم يأجل الموضوع لحدما راضية حملت منه، وهنا مكنتش ينفع انها تستنى اكتر فطلبت من جوزها، يعلن جوازهم بس بالوقت دا هو انكر الطفل الي في بطنها ورفض يعترف بيه… ومكنش قدام راضية غير انها تروح تشتكي لأبوه، ابوه الي كان اوطى منه وباليوم دا هو طردها بعد ما قالها؟
_انتي جاية ترمي بلاكي علينا ،روحي دوري اب لابنك بحتة تانية غير بيتي، انا ابني لا يمكن يبص لوحدة من مستواكي !
وقتها راضية طلبت من الشهود الي وقعوا عقد الزواج يشهدوا بصالحها بس للاسف واحد هرب والتاني رفض يشهد بسبب خوفه من عيلة جوزها، بعد كدة الناس عرفت بحمل راضية وابتدوا يتكلموا على شرفها بطريقة وحشة، نظرات الاحتقار كانت واضحة عليهم وهما بيبصولها، راضية كانت حاسة بالضعف والانكسار والي زاد وغطى هو موت امها، امها الي ماتت من القهر والحزن عليها، مكنش قدام راضية حل غير انها تنهي حياتها وتنتحر، في اليوم المشؤوم دا راضية راحت رمت نفسها في البير الي في ارض جوزها منصور الارض الي بقت بور ومبتطرحش زرع من ساعة ما راضية انتحرت جواها، اما البير ففضل سنين وهو بتفوح منه ريحة الثوم الي بتفكر الناس بطهارة راضية وازاي كانت محافظة على نفسها بعقد الثوم، وياما البير دا حصلت جواه حجات غريبة وياما ناس كتيرة سمعت صوت لست بتعيط جاي من جوه، والحجات دي فضلت مستمرة لحد ما منصور مات وهو بيعاني من المرض!"
يمكن القصة دي تكون اسطورة او بدعة اهالي القرية اخترعوها، بس انا وعيت وبسمع حكايتها من جدي، وكل مرة اسمع الحكاية دي ارفض اصدقها لغاية ما بيوم حصلي انا شخصيا موقف خلاني اعيد حساباتي كلها، فمرة رحت مع ابن عمي نتمشى في الاراضي الزراعيه، عمري وقتها كان يدوب 14 سنة، بوقتها مرينا انا وهو من جنب البير وشمينا ريحة الثوم المعتادة الي بنشمها كل مرة نعدي نروح فيها نحية المسجد عشان نحضر درس الكُتاب، ورغم ان اهلينا حذرونا منقربش من البير دا الا ان فضولنا اجبرنا نروح نبص عليها اول ما بصينا فيه كان شبه اظلم، انا كنت برمي جواه حجارة اما ابن عمي فكان صوته حلو وبيحب انه يقرأ قرأن ديماً، هنا بدء يقرأ سورة الملك وكان بيسمع صدى صوته بيرجع من جوى البير، فضل مندمج وهو بيقرأ لحدما صدى صوته تحول لصدى صوت ست… هنا هو وقف وبصلي وهو مبرق وانا نفس الموضوع بصيت نحيته وانا مش مصدق الي سامعه، بصيت جوى البيت ولما ركزنا سمعنا صوت ست بتعيط وهي بتقول !!
الظلم ظلمات يوم القيامة…
الصوت دا كان بتردد كتير القشعريرة الي حسيتها وقتها كانت لا تحتمل، وفجأة ابن عمي سحبني من ايدي ورحنا نجري بعيد عن البير، ومن وقتها بطلنا نقرب منه، بس كنا لما بنمر من جنبه نسمع صوت بيردد سورة الملك، ابن عمي وقتها قالي ان دي روح راضية !"
بصراحة مش مقتنع ان الروح عندها القدرة دي ، لما سألت شيخ الجامع عن حكاية راضية قالي بالنص ؟
-يبني الملائكة والجن كائنات عايش معانا ووسطنا وعندها قدرة تشوفنا وتسمعنا، وشاهدة علينا وعلى اغلب تصرفاتنا والله واعلم بالي حصل مع راضية، منقدرش نفتي بحاجة ملناش علم فيها، بس ممكن جداً ووارد ان الصوت الي بنسمعه يكون فعلاً صوت جن مسلم كان مرافق راضية وشاهد على قصتها او يكون ساكن البير وشاف كمية الوجع الي وصلت راضية لطريق مسدود خلاها تنهي حياتها بأيدها الله اعلى واعلم بالحقيقة يبني كله بعلم وحكمة ربنا… "
كلام الشيخ اقنعني بنسبة كبيرة، بس انا نفسي اعرف رأي باقي الناس بحكاية راضية والصوت الي بيخرج من غيابة الجب… يا ترى ايه سر الاصوات دي ؟
تحياتي ليكم والسلام عليكم ورحمة الله
تمت
#طبيبة_الجن_ريتا_سليمان
تعليقات
إرسال تعليق