القائمة الرئيسية

الصفحات

وعد الأبد


في بعض الأحيان، يبدو أن الحب أمراً مقدراً. أنا أعشقها منذ اللحظة التي رأيتها فيها، كنت صغيرًا آنذاك، وفيما يتعلق بالأطفال، فهم دائماً صادقون في مشاعرهم، فهم لا يعرفون الكذب أو الخداع. انجذبت إليها منذ اللحظة الأولى التي رأيتها فيها. في كل يوم كنت أراها فيه، كنت أشعر أنني لم أرَ جمالًا مثلها من قبل. يبدو كأنها خُلقت لتكون ملكة جمال. كنا نمضي الوقت معًا، وكلما كبرنا، زادت مشاعري تجاهها. لكن دائمًا ما كنت غير قادر على إيجاد الكلمات التي تعبر عن مدى حبي لها أو وصف جمالها. كنت ممتنًا لكل لحظة قضيتها معها. القدر جمعنا بعد سنوات من التعب والصعاب، وأخيرًا تزوجنا. كنت سعيدًا جدًا بعملي الجيد وبزوجتي، التي كنت دائمًا أحلم بها طوال حياتي. لكن بعد أول خلاف بيننا، فقدت حياتها في حادث سيارة. لم أستطع تصديق الأمر وبدأت أبكي لساعات عندما سمعت الخبر. لم يكن لدي الفرصة للأعتذار لها أو قول وداعًا.

في يوم تشييعها، كنت فقط أرى جثتها ولم أتمكن من التحدث، بل كنت صامتًا وعيني تذرف الدموع.

تلك الليلة، قضيتها محتضنًا وسادتي في سريري، لم أتمكن من النوم. نظرت إلى هاتفي في الظلام وقرأت آخر محادثة بيننا. ثم قررت كتابة رسالة لها.

"أنا آسف، ليلي. سأحبك دائمًا."

أرسلت الرسالة وغرقت في نوم عميق بسبب التعب. استيقظت علي صوت هاتفي ورنين رسالة، نظرت إلى الساعة وكانت 1:49 صباحًا. وجدت رسالة جديدة.

ليلي: "هل ستحبني إلى الأبد؟"

- "من أنت؟"

ليلي: "أنا ليلي."

- "مهمًا كنتِ، من فضلك... توقفي."

ليلي: "أنا ليلي، أقسم لك. يمكنني إثبات ذلك. اسألني شيئًا نعلمه فقط."

طرحت عليها سؤالًا بعد سؤال، واستميرت حتى أصبحت مقتنعًا بأنها هي. قالت إنها لا تستطيع أن تخبرني أين هي، ولكنها تعيش في مكان رائع وهي سعيدة بحياتها الجديدة. أخبرتني أنها تخالف القوانين بالتحدث معي، لكنها لا تستطيع أن تمنع نفسها. هذا جعلني أبتسم. أخبرتني أنها لا يمكنها الاتصال بي هاتفيًا، ولكنها ستكتب لي كلما سمح لها الأمر.

تبادلنا الرسائل لعدة أشهر، وكانت غالبًا تتذكر ماضينا معًا. رفضت بشدة مشاركة تفاصيل حياتها الجديدة. ولكن هذا لم يكن مهمًا بالنسبة لي، كنت سعيدًا بقراءة رسائلها من جديد. ثم قالت لي أنه يجب علي أن أتزوج شخصًا آخر وأكمل حياتي. رفضت هذا الاقتراح وسألتها لماذا تقول ذلك.

ليلي: "أعتقد أنه يجب علينا أن نتوقف عن الكتابة."

- "ما الذي تقولين؟"

ليلي: "آسفة، لا استطيع قول أكثر من ذلك."

- "لا، انتظري، لا يمكنني أن أفقدك مرة أخرى."

ليلي: "أنا أحبك، وداعًا."

كتبت لها يوميًا لعدة أسابيع، توسلت إليها أن ترد علي رسائلي. كنت في حالة اكتئاب ولم أتحدث مع أحد، لأنني علمت أنني فقدتها مرة أخرى. في إحدى الليالي، استيقظت لأجد نفسي وحيدًا في السرير. كانت غرفتي مظلمة وباردة. أمسكت هاتفي لأرى الوقت، كانت الساعة 3 صباحًا. لم يكن هناك أحد بجواري ولا رسائل على هاتفي. كنت على وشك البكاء، لكن لم تكن هناك دموع. ومع ذلك، سمعت همسات خافتة، وكأن ليلي كانت هنا. كانت قريبة من النافذة، وضوء القمر جعل بشرتها الباهتة تتلألأ.

قلت باسمها بصوت خافت: "ليلي..."

قلبي كان يدق بسرعة، ولكنها لم ترد. لم تقل شيئًا، كانت فقط تنظر إلي بابتسامة. 
ربما لا تستطيع التحدث

أهتز هاتفي بصوت رساله أمسكت هاتفي وقرأت الرسالة.

ليلي - "إنها ليست أنا!"

كان قلبي ينبض بسرعة، ولم أكن أدري ماذا ينبغي لي أن أفعل. منذ ذلك الحين، رأيتها دائمًا، كل ليلة، تحاول التحدث معي. 

أنا خائف يا دكتور، ولا أعرف كيف يجب أن أتصرف. لقد أرسلت لي رسالة تقول إنها ستأخذني إلى عالمها.

""هذه كانت الجلسة التي جمعتني به قبل أن يختفي عن هذا العالم. ولكن الأمر الغريب هو أن الشرطة وجدت تلك الرسائل على هاتفه"" 

(((أحبائي، إذا كنتم تستمتعون بمحتواي، فلا تنسوا التفاعل مع هذا المنشور، في انتظار تعليقاتكم))))
أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات